<!--<!--<!--<!--
مع بزوغ فجر يوم الثانى والعشرين من شهرى فبراير وأكتوبر من كل عام تكون محافظة أسوان على موعد مرتقب للإحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبو سمبل السياحية والتى تقع على بعد 280 كم أقصى جنوب أسوان ، فهذه الظاهرة الفريدة من نوعها يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان منذ بناء معبدى أبو سمبل عام ( 1250 ق. م ) ، وهى تعتبر تجسيداً حياً للتقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريين خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير حيث ستظل هذه الظاهرة الفلكية الهامة نقطة فى بحر الإنجازات والأعمال النادرة بمختلف المجالات والتى تركها لنا أجدادنا المصريون القدماء لتكون شاهد إثبات على أقدم وأعرق الحضارات التى عرفها التاريخ والتى مازالت تبوح لنا يوم بعد يوم بأسرار ومعجزات يقف أمامها العلم الحديث طويلاً لتفسيرها ودراستها ومنها ظاهرة تعامد الشمس .
وبعد كثير من الأبحاث والدراسات المتخصصة التى قام بها أشهر العلماء والباحثين فى الحضارة المصرية القديمة تم التوصل إلى أن هذه الظاهرة تحدث مرتين خلال العام إحداهما فى 22 أكتوبر وذلك إحتفالاً بموسم الفيضان والزراعة ، بينما تحدث الأخرى فى 22 فبراير إحتفالاً ببدء موسم الحصاد ، وذلك عن طريق إختراق شعاع الشمس أثناء شروقها فى هذه الأيام ليمر من المدخل الرئيسى للمعبد وعبر صالاته المتعددة حتى يصل إلى قدس الأقداس لتتعامد الأشعة الذهبية على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة ( أمون ورع حور وبيتاح ) لمدة تصل إلى 20 دقيقة وذلك وسط إحتفالات فنية وغنائية كبيرة تنظمها محافظة أسوان بالتنسيق والتعاون مع وزارات الثقافة والأثار والسياحة وغيرها من الجهات المعنية ليكون ذلك بمثابة عيداً وعرساً إحتفالياً كبيراً لأحفاد المصريين القدماء أبناء مدينة أبو سمبل العريقة وضيوفهم الزائرين سواء كانوا مصريين من باقى المحافظات أو أجنبين من مختلف دول العالم .