تعتبر أسوان بموقعها الفريد بين الشمال والجنوب وبطقسها الجاف وطبيعتها الساحرة من أهم مراكز سياحة مراقبة الطيور وذلك فى الكثير من مواقع الجزر الخلابة وخاصة الموجودة فى أحضان منطقة الشلالات بجنوب مدينة أسوان ، ويعد الأمير الراحل تاكامادو ولى عهد اليابان من أشهر من قام بممارسة هذه الهواية بجزيرتى سالوجا وغزال والتى إهتم بزيارتها بصفة مستمرة كان أخرها عام 2001 وذلك من أجل الإستمتاع بقضاء أسعد الأوقات وممارسة هوايته المفضلة فى مراقبة أسراب وحركة الطيور التى تنزل بالجزيرتين أثناء رحلاتها فى فترات الهجرة الموسمية حيث تم رصد حوالى 138 نوعاً من الطيور بهاتين الجزيرتين وذلك من إجمالى 230 نوعاً من الطيور المهاجرة التى تمتاز بها محافظة أسوان والتى تستضيف حوالى نصف أصناف الطيور المهاجرة التى تزور مصر تقريباً ، ولذا حرصت دولة اليابان بعد وفاته عام 2003 على تخليد ذكراه من خلال إقامة أكبر مركز للزوار يحمل إسم الأمير تاكامادو بهاتين الجزيرتين والذى تم إفتتاحه فى يوليو 2009 فى مهرجان إحتفالى كبير حضره زوجة الأمير تاكامادو ، بجانب السفير اليابانى فى ذلك الوقت كاورو أشاكاوا وقيادات المحافظة وممثلى قطاع المحميات بوزارة البيئة ، وقد أقيم المركز على مساحة 460 متر بمنحة من الحكومة اليابانية تصل إلى 2 مليون جنيه، حيث تم تصميم المركز على طراز يجمع بين الفن المعمارى المصرى واليابانى وروعى فيه أن يكون صديقاً للبيئة بإدارته بالطاقة الشمسية ، والمركز يشمل متحف للمحنطات الخاصة بالطيور والحيوانات البرية التي تعيش بالمحمية ، بالإضافة إلى قاعة عرض للتنوع البيولوجي النادر الذي تشتهر به محمية سالوجا وغزال ، بجانب صالة عرض مقتنيات مصورة للأمير تكامادوا ، علاوة على معامل للبحث العلمى وإستراحات ، ليكون هذا المركز علامة بارزة وسط صفحة النيل الخالد وليصبح فى المستقبل القريب قبلة للسائحين الزائرين لأسوان من مختلف دول العالم من المهتمين بسياحة مشاهدة الطيور.
ومن جانبها أكدت زوجة الأمير تاكامادو فى تصريح لها ذلك الحين على أن إنشاء المركز يعتبر تخليداً لذكرى وزوجها الأمير الراحل والذى كان محباً للإنسان والطبيعة ، وليكون أيضاً رمزاً لمجهودات جمعية الصداقة المصرية اليابانية والتى تم إنشائها من أجل الحماية والحفاظ على البيئة وتتولى هى رئاستها الفخرية ، مشيرة إلى أن المركز هو خير دليل عمق الروابط والعلاقات المصرية اليابانية ، كما إنه سيساهم فى دعم السياحة البيئية وسياحة المراقبة بأسوان حيث سيتم التنسيق مع الجهات المعنية بمصر لوضع المحمية على الخريطة السياحية وليكون المركز نقطة هامة لجذب الحركة السياحية الوافدة بوجه عام وخاصة اليابانية ، وأضافت الأميرة اليابانية بأن المركز سوف يساهم بدور كبير فى رفع الوعي البيئي لطلاب المدارس الزائرين له بجميع المراحل التعليمية والجامعية.